يحتوي هذا الديوان على قصائد عامية الفها شربل بعيني لتتماشى مع موجة الحداثة التي كانت طاغية في ستينيات القرن الماضي.

حابب غيّر هَـ الكون ومش قادر

ـ1ـ

يَا حلوة الْعِينَيْن الْمَزْرُوعَه بِالنَّارْ

إِيدَيْكِي كَتْبُونِي عَ حْجَار اللَّيْل وْمِحْيُونِي.

نَظْرَاتِكْ رِمْيُونِي بْإِشْيَا مُشْ مَقْشُوعَه

وْفِيهَا لذِّه..

حِكْيُولِي عَنِّك النَّاسْ

والنَّاس بْيِحْكُوا عَنْ حَالُنْ

قَالُولِي إِنِّكْ قَمْحَه مَا بِتْفَرِّخْ..

قَالُولِي إِنِّكْ تَلْجِه مِرْمِيِّه بِقَفْوِة جَبَلْ

وَرْدِه.. وِالنَّحْل بْيِهْرُب مِنِّكْ، قَالُولِي!

ـ2ـ

دَرْبِكْ..

مَهْمَا مْشِيت عْلَيْهَا مُشْ رَحْ أُوصَلْ

إِجْرَيِّي تِعْبُوا مِن نصّ الدَّرْبْ،

وِالْبَيْت الْـ عَ كتْف الْغَيْمِه.. بَعْدُو مْعَلَّقْ

لا الرِّيح بْتِقْربْ مِنُّو

وْلا النّسر الْعَالِي بِالْجَوّ!

إِنْتِي الطّفْلِه الْمَوْلُودِه عَ إِيدَيِّي

إِنْتِي الرَّعْشِه الْـ عَمْ بِتْنَام بْكل عْرُوقِي

شْفَافِي مشْتَاقَه لِلْحُمرَا الطَّازَه..

ـ3ـ

أَيَّامِي..

وِالْوَقْت هَارِبْ.

أَشْعَارِي..

وِالْفِكْر ضَايِعْ.

رَكْعُوا وْصَلُّولِكْ..

وْضَوُّولِكْ شَمْعَه مِنْسِيِّه بِزْوَايَا الْبُغْضْ

وْلَيْش الْبُغْضْ؟!

وَيْن مَا رحْت، وْوَيْن مَا مْشِيتْ،

بْشُوف الْبُغْضْ مِتْلِ الْمَارِدْ،

مِتْل الْحَاكِم الظَّالِـمْ،

مِتل الْجَلاَّدْ اللِّي بْتِسْجِدْلُو رْقَابْ الْكِلّْ!

الْعَالَـمْ جَنُّوا.. الْعَالَـمْ كَفْرُوا..

أَللَّـه صَفَّى بِعْيُونُنْ حلْم مزْعِجْ!

أَللـه..

أَللَّـه..

وَيْنَكْ؟!

وَيْن صْوَاعِق اللَّمْع النَّارِيِّه تْشِقّ اللَّيْل،

وْتِبْنِي أْسَاس نْهَار جْدِيدْ،

تِضْرُبْ،

تِشْقَعْ رُوس مْعِبَّايِه بِالْحِقْد الأَسْوَدْ

وْمَا بْتِسْتَاهِلْ إِنْهَا تْعِيشْ؟!

ـ4ـ

عَفْوِكْ.. عَفْو عْيُونِك اللَّوْزِيِّه،

كانْ الأَفْضَلْ إِنِّي إِسْكُتْ،

كانْ الأَفْضَلْ إِنِّي عَضّ عَ الْجرْح

وْإِسْكُتْ..

لكِن جُرْحِي مِتل النَّاسْ..

انْ مَا حْكِيتْ، بْيِحْكِي هُو!

انْ مَا شْكِيتْ، بْيِشْكِي هُو!

شِي عَجِيبْ..

الْوَاحِد الْـ مَا بَدُّو يْمُوتْ

صَارْ عَمْ يِطْلُبْ مِنْ رَبُّو تَا يْمُوتْ!

الآخْرَه هَوْنْ..

وِالْبِدَايِه كَانِتْ صَعْبِه.

الأَصْحَابْ فَلُّوا،

وْهَجْرُوا القْلُوب الْـ كَانُوا فِيهَا..

الْغَايِه بْهَـ الْعَصر بِتْبَرِّر الْوَاسْطَه

وِالْوَاسْطَه بْتِهْدُم بْيُوت النَّاس

الْـ مَا عِنْدُنْ غَايِه!

هْنِيَّالْ قَلْبِكْ شُو صَافِي،

مِتل الْبَحر الْبِكرْ،

الْـ مَا شَقِّت عْبَابُو بْوَاخِرْ.. شْخَاتِيرْ

الْـ مَا رِمْيُوا فِيهْ الصَّيَّادِين شْبَاكُنْ،

وِاللِّي حَافَظْ عَ سَمْكَاتُو

مِتلْ مَا حَافَظْتِي عَ طْهَارْتِكْ

بْعَصْر كِلُّو حِقْد وْضَغِينِه.

ـ5ـ

يَا حلْوِه..

حَابِبْ غَيِّرْ هَـ الْكَوْن وْمُشْ قَادِرْ..

حَابِبْ إِزْرَعْ نَاسْ،

وْإِقْطُفْ نَاس، وْمُشْ قَادِرْ..

إِنْسَانْ.. وْعَجْزِي أَكْبَرْ مِنْ حَالِي!

ـ6ـ

.. وِبْيِكْفِينِي إِنِّي كُونْ

طَيْر مْعَشْعَش بْقَرْمِيدِكْ

حَتَّى حُبِّك كلّ الْحُبّ

الْهرْبَانْ مِن دَعْسَات الْحقْد الأَسْوَدْ.

**