يحتوي هذا الديوان على قصائد عامية الفها شربل بعيني لتتماشى مع موجة الحداثة التي كانت طاغية في ستينيات القرن الماضي.

الغيرة العميا

ـ1ـ

عَرُّونِي، تَرْكُونِي إِرْجفْ،

ما الْتَفْتُوا صَوْبِي،

وْلا قَالُوا شِي كِلْمِه بَيْضَا!

عِينَيْهُنْ جَلْدِتْنِي بْسَوْط الْغِيرِه الْعَمْيَا،

ضَرْبِتْنِي تَا مَاتْ السَّوْطْ،

وبَيَّنْ عَضْمِي..

وْعَضْمِي بْيِخْجَلْ يِظْهِرْ حَالُو!

ـ2ـ

سِمْعُونِي..

عَمْ غَنِّي بْصَوْت

بْيِرْمِي الطَّيْر الْعَالِي

وْبِيسَبِّح أَللَّـه..

صَارُوا يْرشُّوا غْبَار بْوجِّي

تَا عِمْيُوا عْيَونِي،

وْنَشَّفْ حَلْقِي،

وْضِعْت وْضَاعْ الصَّوْت بْصَدْرِي..

ـ3ـ

قَالولي: إِسْمَكْ " مَنْبُوذْ "

بْحَيْث مْغَيَّرْ عَنَّا كْتِيرْ

إِنت بْتِمْشِي مِتل الطَّايِرْ

وْنِحْنَا مْنِمْشِي مِتل اللَّعْنِه

الْـ عُمرَا دْهُورْ

إنت بْتُوقَف بِالشَّمْس

وْمَا بْيِظْهَرْ ظِلَّكْ،

وْنِحْنَا مْنِعْمل ظِلّ مْعَتَّمْ

بِيخَوِّفْ طفل الْـ بِالشَّارِعْ!

ـ4ـ

قَالُولِي: يَا بْتِرْحَلْ بُكْرَا

يِمَّا مْنِزْرَعْ دَرْبَك شَوْكْ،

وْمِنْخَلِّي الرَّجْفِه تْفَرِّخْ

وِتْزَهِّرْ عَ شْفَافَكْ

وْسَبُّونِي..

وْجَلْدُونِي بْسَوْط الْغِيرِه الْعَمْيَا

الْـ خَلِّتْنِي ضَايِع محْتَارْ..

الشعلة، العدد 145، 8 كانون الأول 1970

**