يحتوي هذا الديوان على قصائد عامية الفها شربل بعيني لتتماشى مع موجة الحداثة التي كانت طاغية في ستينيات القرن الماضي.

عالـم أعمى

ـ1ـ

الْعَالَـمْ عَمْ يِمْشِي خْلَيْفَانِي!

الْعَالَـمْ عَمْ يِمْشِي خْلَيْفَانِي!

وِيْجِرّ الأَيَّامْ بْشَعْرَا،

يْوَقِّعْهَا عَ الأَرْضْ

وْيِدْعَسْ عَ صَفْحَاتَا الْبَيْضَا

وْيِزْوِي مِتْل الأَعْمَى الْـ ضَيَّعْ دَرْبُو!

ـ2ـ

لا الأُمّ بْتِحْضُنْ أَطْفَالاَ

وْلا الْبَيّ بْيِتْعَبْ وِبْيِجْنِي،

وِالطّفْل الْـ كَارِه مَدْرِسْتُو

الْغَبْرَه عَمْ تِنْصُبْ مَرْجُوحَه

وْتِتْمَرْجَحْ عَ شَنْطِةْ كِتْبُو!

ـ3ـ

.. وْهَاك الْحَاكِمْ يَللِّي تْرَبَّعْ عَ الْعَرْشْ

وْسَحْرِتْنَا وْعُودُو:

"بْخَلِّي بْلاَدِي تْصِيرْ حْكَايِه،

بْغَطِّي الْفقْر بْشَرْشفْ أَبْيَضْ،

بِزْرَعْ خُبْز بْتِمّ النَّاسْ.."

خَانْ بْلاَدُو

وْخَان النَّاسْ

الْـ تِعْبُوا فِيهَا وْمَا خَلُّوهَا

تِشْعُرْ لَحْظِه إِنُّنْ تِعْبُوا!

ـ4ـ

وِالْكِتَّابْ.. الْـ لازِمْ حَرْفُنْ

يِضْوِي بْعَتْمَات الأَيَّامْ

بَاعُوا حْرُوفُنْ بِالسُّوقْ السَّوْدَا

وْمَا خَافُوا لَعْنِةْ هَـ الأَجْيَالْ الْجَايِي

مِنْ تَحْت حْجَار التَّارِيخْ

الْـ مَا دَاق الْحِنِّيِّه قَلْبُو!

ـ5ـ

وْخَادِمْ بَيْت الرَّبّ.. الْـ كَانْ

نَاوِي عَ الْفِرْدَوْس يْفُوتْ..

لَطَّخْ إِيدُو بْدَمّ الْعُمْلِه

وْوَسَّخْ عَقْلُو بْشَهْوِةْ جِسْمُو

وْمِنْ تِمُّو طِلْعِتْ حَيَّاتْ

تْبُخّ سْمُومَا بْكَاس الْـ عِطْشُوا

وْمِنْ مَيَّاتْ كْلامُو.. شِرْبُوا!

ـ6ـ

وِالأَزْهَارْ.. الْـ حَبِّتْ رَوْضَا

وْغَطَّاهَا بِتْرَابُو..

وْصَارِتْ تِتْنَاسَلْ فِيهْ وْتِتْكَاتَرْ..

كِرْهِتْ رَوْضَا..

وْبَلَّشْ جِسْمَا

يِتْقَزَّزْ مِنْ رِيحِةْ عُشْبُو!

ـ7ـ

وِالْبَحْر الْـ خَلاَّ أَسْمَاكُو

مِنْ يَوْم الْـ كَوِّنْتُو "الْكِلْمِه"

تِسْرَحْ عَ كَيْفَا وْتِتْسَلَّى

بِسْهُولْ الْمَيّ الْمُخْضَرَّه

بِجْبَال الْمَوْجَات الْحُرَّه..

بَلَّشْ يِعْرِضْهَا عَ شْطُوطُو

تَا يْبِيعَا لأَوّل صَيَّادْ

مْعَلَّقْ بِالصّنَّارَه.. كِذْبُو!

ـ8ـ

الْعَالَـمْ عَمْ يِمْشِي خْلَيْفَانِي!

وْنِحْنَا عَمْ نِمْحِي طُرْقَاتُو

وْنِفْرَحْ لَمَّا بْيُوقَعْ فِينَا

الْوَقْعَه الْـ بِتْخَلِّينَا نُوجَعْ

وِنْفَرْفِكْ إِيدَيْنَا وْنِبْكِي

وْمَا نَعْرِفْ كِيفْ بَدّنَا نْسِبُّو!

**